بملامحها البريئة، ووجهها الملائكي، وصوتها الحالم، وأدائها الأخاذ، أطلت حسناء السينما المصرية الفنانة مريم فخر الدين، والتي قدمت أعظم الأدوار الرومانسية مع ألمع نجوم الشاشة، ورغم براءتها إلا أن تصريحاتها الصادقة وكلماتها الجريمة قد تصدمك أحياناً، لتعكس عن شخصية من الصعب أن تتكرر مرة أخرى.
وبعد مرور سبع سنوات على وفاتها، لنتذكر أهم محطات حياتها التي روتها مريم فخر الدين ولم تخجل من أي شيء، فتركت ورائها تاريخا من الأفلام والعديد من الحكايات مثيرة للجدل.
تدمر الكلى وتسبب فقدان الذاكرة وضعف العضلات.. دراسة أمريكيه صادمة عن التونه المعلبة..تجنبها حالاً
ولدت مريم محمد فخر الدين عام 1933 بمدينة الفيوم لأب مصري وأم مجرية، وهي الشقيقة الأكبر للفنان يوسف فخر الدين.
دخلت مجال السينما في سن صغيرة بعد فوزها بجائزة أجمل وجه من مجلة “إيماج” الفرنسية، واستمرت مسيرتها الفنية منذ عام 1951 حتى وفاتها 2014. تحدثت عن طفولتها في أحد البرامج وقالت إنها درست في مدرسة للراهبات، وسجلتها والدتها في المدرسة باسم ماري فخري، وليس باسمها الحقيقي وظلت حتى سن الثانية عشرة لا تعرف شيئا عن الدين الإسلام، ثم اكتشف والدها الأمر فذهب للمدرسة ووضح حقيقية ديانتها.
في سن الخمسين أرادت مريم فخر الدين أن تصلي، ولكنها لا تعرف كيفية الصلاة فطلبت من الفنانة شادية أن تعلمها الصلاة، وأرسلت لها الثانية كتاب ”المسلم الصغير”، ولكنها لم تستوعب شيئا.
وقالت فخر الدين: أبويا كان بيصلي قدامي هو وعمتي بس محدش كان بيقولي صلي معانا وانا كنت عبد المأمور طول عمري فطالما محدش قالي صلي يبقا خلاص”.
واستكملت: “لما اشتغلت فيلم الارض الطيبه وقالولي اقري الفاتحه علي سيدي الدكروري ..قولتهم أنا لا أعرف فاتحه ولا اعرف الدكروري ولا الجماعه دول .. فكتبولي الفاتحه وحفظتها وانا كنت اي حاجه بحفظها بنساها الا الفاتحه فضلت حفظاها”.
بالإضافة إلى ذلك صدمت الجميع حينها، بقولها إنها شعرت بالرغبة في الصلاة من داخلها بعد أن وصلت إلى الخمسين.
فقالت: في يوم وانا عندي خمسين سنه قمت من النوم عايزه اصلي فمعرفتش فاتصلت بشاديه قولتلها مش عارفه اصلي قالتلي هبعتلك كتاب المسلم صغير فمفهمتش منه حاجه هو ايه اللي اغسل ايدي ٣ مرات ما انا ايدي نضيفه وغسلاها بصابون كنت خواجه بقا “.
وروت تفاصيل حديث بيها وبين الشيخ متولي الشعراوي، الذي تواصل معها بعد أن علم رغبتها في الصلاة.
وقالت : لقيت الشيخ شعراوي بيكلمني قالي انتي ياست مريم عايزه نصلي دلوقت؟ قولتله مش احسن من بلاش خالص فعلمني شوية حاجات وقالي احفظي قل هو الله أحد والسور اللي في أول المصحف وقالي قولي التحيات في الاخر”.
وأضافت مريم “تاني يوم قالي عملتي ايه قولتله التحيات دي ملقيتهاش في المصحف قالي اقري الفاتحه قولتله طب والوضوء قالي مش هتتوضي يبقا استحمي فكنا في الصيف وكل شويه استحمي واصلي وعملتها شغلانه بقا لحد الشتا ما جه وطبعا مش هينفع استحمى ٤ مرات .
وتابع : “فكان الشيخ بيطمن عليا قولتله اعمل ايه في الوضوء ده، وعلمني، وبقيت كويسة في الوضوء”.
وأكدت أنها باتت تواظب على الصلاة بعد أن علمت كل شيء عنها، ومنضطبة في أداء الصلاوات الخمس في وقتها.
مرت حياة مريم الفنية بمرحلتين الأولى في الخمسينات والستينات في أدوار الفتاة الرقيقة الجميلة الرومانسية مثلالبنات والصيف والأرض الطيبة والأيدي الناعمة، وفي السبعينات بدأت في تقديم أدوار أكبر في العمر كدور الأم في فيلم “بئر الحرمان” مع سعاد حسني.
وصرحت مريم أنها بعد عودتها من لبنان حملت حفيدتها الأولى وكانت مريم تبلغ حينها 36 عاما، لذلك طلبت من المخرجين أن تأخذ دور الأم.
غنّى لحسناء السينما وجمالها وعيونها “الحلوة” 3 من أهم أصوات العالم العربي، عبد الحليم حافظ بأغنية” بتلومونى ليه” من فيلم “حكاية حب”، ومحرم فؤاد بأغنية “أوعى ياقلبي ” في فيلم “وداعًا يا حب”، وفريد الأطرش بأغنية حياة عينيكى” من فيلم “ماليش غيرك”.
تزوجت مريم فخر الدين 4 مرات ولم ترتدي فستان الزفاف كما صرحت، حيث تزوجت عام 1952من مخرج والممثل محمود ذو الفقار وكان يكبرها بحوالي 20 عاما؛ وقدما معا عدة أعمال جعلت مريم من نجمات الصف الأول، وأنجبت منه ابنتها إيمان، وانفصلا عام 1960، بسبب عدم التفاهم بينهما كما صرحت حسناء السينما.
وتزوجت من الدكتور محمد الطويل وأنجبت منه أبنها أحمد واستمر الزواج 4 سنوات، وبعد سفرها للعمال في لبنان عام 1968 تزوجت المطرب السوري فهد بلان بعد فيلم “فرسان الغرام”، وكانت الحياة مستقرة حتى انفصلا بسبب مشاكل أبنائها معه، وبعد طلاقها تزوجت من شريف الفضالي وظلت معه فترة ثم انفصلا.
بنتها إيمان ذو الفقار أدت ببراعة دور طفلة صغيرة “سوسن” المخطوفة في فيلم ” ملاك وشيطان”، اشتهرت بجملة” أونكل عزت” الذي أطلقته على الفنان رشدي أباظة، ورغم نجاحها كطفلة في التمثيل لم تكمل في مجال الفن.
عفوية مريم فخر الدين وصراحتها الشديدة كانوا دائما مثار جدل وانتقاد، وأبرز تصريحاتها كانت عن فاتن حمامة حيث رفضت أن تلقب بسيدة الشاشة وقالت إنها تلعب أدوار معينة ولا تستطيع أن تجسد “الأميرة انجي”، وقالت “كلنا سيدات الشاشة”.
وتحدثت “فخر الدين” عن علاقتها الجيدة بالنجمات شادية ونادية لطفي وهند رستم، أما الشحرورة فوصفتها بالـ”شخصية الجميلة”، ولكنها تحفظت على إجرائها عمليات التجميل وزيجات صباح برجال أصغر منها.
عاشت تقول الحقيقة بجراءة وعفوية حتى توفيت في 3 نوفمبر 2014 بعد مرضها، تاركة ورائها أفلام وأعمال تنتمي للعصر الذهبي للسينما وأسرار وحكايات مازالت تثير الجدل.
المصدر: روتانا
اقرأ أيضاَ :
لماذا يصاب الجسم بالسرطان؟.. حاول الابتعاد عن هذه العادات السيئة قبل فوات الآوان