واحدة من الأصوات العذبة الجاذبة بمجرد سماعها، وهي واحدة من فناني الخمسينات ومطلع الستينات، اشتهرت بأنها دلوعة الغناء، وخاصة أن أغنياتها كانت تنتشر في الأفراح خاصة "ما تزوقيني يا ماما"، وهي الأغنية التي ارتبطت في أذهان الفتيات لعقود بأنها أغنية الخطوبة والفرح الأساسية، ورغم ذلك لم تستمر في العمل الفني كثيرًا بسبب زواجها من قيادة كبيرة في مكتب المشير عبدالحكيم عامر في ذلك الوقت.
تدمر الكلى وتسبب فقدان الذاكرة وضعف العضلات.. دراسة أمريكيه صادمة عن التونه المعلبة..تجنبها حالاً
الفنانة مها صبري التي ولدت في حي باب الشعرية، واسمها الحقيقي زكية فوزي محمود، في العام 1932، وكانت بدايتها في العمل الفني على يد الفنانة المنتجة ماري كويني في العام 1959، والتي قدمتها في فيلم "أحلام البنات" أمام الفنان الكبير رشدي أباظة، وقد تزوجت مها في سن صغيرة من رجل يكبرها في السن كثيرا وكان يحبها وقد أنجبت منه ابنها الأول مصطفى ولكنها طلقت منه بعد عامين فقط من الزواج، ثم تزوجت مرة ثانية من تاجر ميسور الحال أنجبت منه ابنتيها نجوى وفاتن، لكنها انفصلت عنه بعد ذلك، وقد شاركت بعد اكتشافها في بطولة فيلم "عودة الحياة" و"حسن وماريكا" ويعد دورها في بين القصرين والذي جسدت فيه دور عالمة بشارع محمد علي، أكثر أدوارها تميزا خلال مشوارها في السينما.
ثم جاء الوقت لتدفع الفنانة مها صبري ثمن الشهرة، فقد كانت أحد الضيوف في حفل أقامه الفنان أحمد رمزي في منزله، وكان من بين الحضور شخصيات هامة وسياسيين وقيادات عسكرية، من بينهم اللواء على شفيق أحد القيادات البارزة في مكتب المشير عبدالحكيم عامر في تلك الفترة، وأعجب بها جدًا ليطلب منها بعد ذلك الزواج عرفيًا، وهو ما رفضته الفنانة وطلبت منه أن يكون الزواج رسميًا دون أن يشاركه فيه أحد وذلك من خلال تطليقه لزوجته ليوافق على شرطها بالفعل ويقابله بشرط آخر وهو أن تعتزل العمل الفني، وذلك لطبيعة عمله التي تفرض عليه نمط حياة مختلف، ليتم الزواج وتستمر الحياة بينهما وتبتعد عن الأضواء.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعدما أنجبا نجلهما أحمد حدثت نكسة يونيو 1967، وبالطبع كان من بين المتهمين في أنهم من أسباب الهزيمة اللواء على شفيق لموقعه المقرب من المشير عبدالحكيم عامر، وبعد رحيل عامر أصبح الوضع سيئًا جدا بالنسبة لعلي شفيق وكذلك للفنانة مها صبري التي وجدت نفسها في أسوأ الظروف بعدما تم القبض علي زوجها، وتحديد إقامتها في المنزل، فلم تجد أمامها أحدًا يقف بجوارها سوى الفنانة الكبيرة أم كلثوم التي جعلتها تعود للغناء حتى تستطيع العيش، وهو ما وافق عليه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لما لدى أم كلثوم من مودة وقرب من الرئيس، وعقب وفاة عبدالناصر خرج زوجها وعمل بالتجارة، وسافرا إلى لندن وعملت بالغناء في أحد الملاهي هناك، وفي عام عام 1977، توفي زوجها مقتولًا في لندن، وحاولت العودة للحياة الفنية بعد ذلك لكنها لم تنجح، ولإصابتها بالأمراض ولعدم استجابة جسدها للعلاج الطبي فقد لجأت لأحد الدجالين، وأقنعها أحدهم بتناول "الزئبق الأحمر" للعلاج، وازدادت حالتها الصحية سوءا حتى توفيت في العام 1989.
المصدر - الموجز
اقرأ أيضاَ :
لماذا يصاب الجسم بالسرطان؟.. حاول الابتعاد عن هذه العادات السيئة قبل فوات الآوان